المادة    
الحضارات القديمة التي أشرنا إلى طرف منها كانت تمارس نوعين من التمييز ضد المرأة: ‏
  1. ذبح الفتيات والتقرب إلى الآلهة بذلك

    النوع الأول: نوع واضح, ولنبدأ به؛ جاء في كتاب الله قوله سبحانه وتعالى: ((وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ))[الأنعام:137], فكانوا يأتون بالفتيات فيذبحونهن, وكانت ترمى البنات في النيل حتى يرتفع, وهذه أمور معروفة في الحضارات القديمة، وكان كل ملك إذا فتح بلداً يختار من بناتها مائة بنتاً, ويذبحهن في مذبح الآلهة كقربة.
  2. استعمال النساء في الجنس المقدس

    النوع الثاني: وهو ما يروج عندنا؛ وهو الجنس المقدس بمعنى: الفاحشة أو البغاء المقدس، والفاحشة المقدسة كانت عبارة عن نسوة يوضعن في المعابد -والعياذ بالله- يمارسن البغاء الذي يسمونه مقدساً، ويقولون: إن الله يتقبله؛ لأنه من الدين, وهذا الذي أبطله الله في قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ))[الأعراف:28], وهذا باطل, ولم يأت به الله، ولضعف الوازع الديني في العصر الحاضر لم تعد هذه الطقوس تمارس على أنها طقوس تعبد أو تقرب -يعني: أنه قد نزع الجانب الديني منها- لكنها لا تزال تمارس.
    والبلد الذي يريد ألا يتهم بالتمييز ضد المرأة فعليه أن يمارس هذه الطقوس بشكل من الأشكال؛ لكن تحت اسم الحضارة والأمم المتحدة وقرارات الجامعة الدولية والتطور.. إلى آخر ما أزكمت به البشرية.